الإمساك حالة لا يقوم فيها القولون بإفراغ محتوياته من الفضلات، وعادة ما يكون مصاحباً بألم ومعاناة أثناء عملية التبرز بسبب جفاف البراز. وقد يبرز المصاب مرة يومياً، أو كل يومين أو ثلاثة، غير أنه أيضاً يشعر بعدم الارتياح، مع الإحساس بثقل البطن المستمر.
مضاعفات الإمساك:
ومشكلة الإمساك لها عواقب نفسية وصحية سيئة على الفرد إن أدمنت أو طالت مدتها، فيصاب الإنسان بالإرهاق وعدم الشعور بالراحة، وقد يصاب بالصداع وشحوب اللون، وقد يصاب بداء البواسير.
أسباب الإصابة بالإمساك:
إن الأسباب المؤدية للإصابة بالإمساك عديدة، لكن من أهمها توعية الطعام الذي يتناوله الفرد، فالطعام الطبيعي الغني بالألياف الطبيعية (النباتية السيليولوزية) كالخضراوات والفواكه الطازجة والبقول والحبوب، تعمل على تنشيط حركة الأمعاء الغليظة بشكل منتظم، مما يجعلها تفرغ محتوياتها من الفضلات بسهولة، وبها يمكن تجنب ظاهرة الإمساك.
ونخالة القمح تعد أغنى مصدر معروف للألياف الطبيعية، وميزة هذه الألياف أنها مادة مالئة، لقدرتها على "الانتفاش" والزيادة في الحجم، بامتصاص الماء من حولها، وهذه الميزة تجعل النخالة تعمل "كمكنسة" تكنس بها الفضلات الناجمة عن عملية الهضم، بعد جعلها أكبر حجماً وأكثر سيولة، وهذه السيولة تساعد على سهولة تحرك الفضلات من مجرى الأمعاء الغليظة إلى الخارج.
فوائد الألياف الطبيعية:
بدون الألياف الطبيعية، فإن الأمعاء الغليظة سوف تضطر إلى امتصاص كل الماء الموجود في فضلات الطعام، مما يجعل هذه الفضلات تبدو صلبة على هيئة كرات جافة، يصعب عليها الحركة والانتقال إلى الخارج من خلال المستقيم ففتحة الشرج. لذلك فالأطعمة الخالية من الألياف كالدقيق الأبيض مثلاً، تعد من أسوء الأطعمة التي تسبب مشاكل صحية لإنسان العصر الحديث.
محاسن نخالة القمح:
من الفوائد الأخرى لتنازل نخالة القمح وبقية الأطعمة الغنية بالألياف الطبيعية، أنها تجعل الإنسان يشعر بامتلاء المعدة، ومن ثم تعمل على سد الشهية للطعام. كما أن وجود الألياف الطبيعية في المعدة من شأنها أن تبطئ من معدل امتصاص المواد السكرية من الأمعاء، ومن ثم تبطئ من تسرب السكريات إلى الدم، وهذا عامل مفيد لمرضى داء السكري، الذين لا يستطيعون حرق السكر بسهولة.
وقد أظهرت الأبحاث الحديثة أن ثمة صلة حميمة بين الألياف الطبيعية وانخفاض مستوى الكولسترول في الدم بدرجة ملحوظة، وهذا ما يفيد في وقاية الإنسان من الإصابة بأمراض القلب وأمراض السرطان، وخاصة سرطان القولون. والأوساط العلمية تعتقد بأن الألياف الطبيعية، كتلك الموجودة في نخالة القمح، تحمي الإنسان من الإصابة بسرطان القولون، بسبب قدرتها على جعل العصارة الصفراوية تغادر الأمعاء الدقيقة بسرعة، ودون تراكم، لأن تراكم هذه العصارة لمدة طويلة في الأمعاء، يجعل بعض البكتريا المعوية تقوم بتكسيرها، مما يتولد عنه مركبات مهيجة لأغشية القولون، ربما سببت بمرور الوقت الإصابة بسرطان القولون.
الوقاية من الإمساك:
النصيحة لجميع الذين يعانون من مشكلة الإمساك المؤقت أو المزمن، بألا يتناولوا العقاقير الملينة إلا للضرورة القصوى فقط، ولمدة زمنية قصيرة، إذ أن استعمالها سيزيد حالتهم سوءً. والبديل هو اللجوء إلى تناول المزيد من الألياف الطبيعية، وخصوصاً تلك الموجودة في نخالة القمح. ويمكن تناول هذه النخالة بمعدل ملعقتين كبيرتين يومياً. ملعقة على الريق صباحاً، وأخرى مساءً قبل النوم، بحيث تبلع بمساعدة قليل من الماء. كما أنه تتوفر في الصيدليات أنواع مختلفة من نخالة القمح الغنية بالألياف التي يمكن استعمالها لهذه الغاية.